دروس من الألعاب: ماذا تعلمنا من الشطرنج والطاولة عن التفكير الاستراتيجي؟

الصفحة الرئيسية » اخبار الكازينو » دروس من الألعاب: ماذا تعلمنا من الشطرنج والطاولة عن التفكير الاستراتيجي؟

التفكير الاستراتيجي مهارة ضرورية يحتاج لها الجميع وخاصة في إدارة المال والأعمال. قد يكون من المثير لك ان تعلم ان ممارسة ألعاب المهارة والذكاء في مقدمتها لعبة الشطرنج وألعاب الطاولة مثل البوكر والبلاك جاك والزهر تسمح بتنمية التفكير الاستراتيجي من خلال التخطيط وتعلم فن إدارة المال وكيفية مراوغة الآخرين لحين وصولك للهدف المنشود وتحقيق الأرباح.

يمكننا القول ان لعبة الشطرنج ولعبة الزهر تتجاوز كونها لعبة ترفيه بل تصل إلى كونها أداة رائعة لصقل مهارات التفكير الاستراتيجي وتعزيز نمو المعرفة، اذ تتحدى هذه الألعاب العقل بأساليب متنوعة فريدة بما يمثل تمرين ممتاز على التعلم واكتساب المهارات لكل الاشخاص وخاصة الشباب.

رقعة شطرنج محاطة بالرسوم البيانية

كيف تقوي الألعاب مهارات التخطيط والمنطق؟

هناك ألعاب عريقة مثل لعبة الشطرنج وألعاب الطاولة على رأسها الزهر والبلاك جاك قواعد اللعبة بها والتي تسمح بالفوز فيها قائمة على التفكير الاستراتيجي للفوز على المنافسين، وهو ما يحتاجه أصحاب المال في إدارة أعمالهم للكسب، بل ويحتاجها الأشخاص العاديين في مواجهة الأمور الحياتية بشكل يومي.

التفكير الاستراتيجي هو الجوهر الذي تقوم عليه كثير من الألعاب بما في ذلك الشطرنج والعاب الطاولة. في هذه الألعاب كل حركة تحتاج لفهم عميق لما تترتب عليه من نتائج وتنبؤ بما يمكن ان يقوم به الخصم. قيامك بهذا ينمي مهارة الشخص على تقدير الموقف ووضع خطة استراتيجية مسبقة مع الوضع بالاعتبار رد فعل الخصم وتحركاته المضادة. مع مرور الوقت تنعكس هذه المهارات في تعزيز التفكير الاستراتيجي والقدرة على اتخاذ قرارات صائبة لحد كبير في امور الحياة أو إدارة الأعمال.

التغلب على المشكلات: من الدروس المستفادة من الألعاب

خلال لعب الشطرنج يقوم المنافس باعتراض طريق القطع التي تقوم بوضعها مما يعرقل طريقك، ولحل هذه المشكلة يجب ان يكون لديك فكر استراتيجي يسمح لك بخلق حلول فورية قائمة على ارض الواقع مثل التحرك في طريق اخر أو تحريك عنصر آخر لمواجهة عنصر الخصم. خلال هذا تكتشف مهارات عقلية كبيرة لديك لم تكن تعلم عنها شيئاً اذا لم تلعب الشطرنج.

بمرور الوقت ومواصلة ممارسة ألعاب الشطرنج والطاولة يعزز لديك التفكير الاستراتيجي وسرعة البديهة وتنشيط الذاكرة والقدرة على التركيز والانتباه وغيرها من وظائف الدماغ بما يمنحك مهارة عالية في التفكير التحليلي والنقدي والمرونة العقلية في التكيف السريع مع التحديات وجمع المعلومات للسيطرة على المواقف والمشكلات وتحجيم أي مخاطر بمهارة.

التخطيط والمنطق في الألعاب لتنمية التفكير الاستراتيجي

التخطيط والمنطق في لعبة الشطرنج وألعاب الطاولة وجهان لعملة واحدة للتفكير الاستراتيجي. على سبيل المثال يحتاج الشخص التركيز بقوة على لوحة اللعبة ومعرفة مكان كل قطعة وحدود حركتها ووظيفتها وكيفية اللعب بها للوصول للهدف النهائي وهو الفوز. هذا ما نحتاجه في إدارة أمور الحياة والأعمال بالضبط.

على سبيل المثال؛ في لعبة الشطرنج يجب على اللاعب ان ينظر لقطع الخصم ولديه القدرة على التنبؤ بقرارات الخصم ولديه سريعة بديهة في ابتكار حل لما سيقوم به، لأنه دائماً ما سيحاول عرقلة طريقه وافقاده قطع مهمة للانتصار عليه. التفكير الاستراتيجي فقط هو وسيلتك لتقوم بهذا عبر وضع حل منطقي متاح لك وذكي في نفس الوقت عبر القطع الخاصة لك تضمن لك تلافي هذه الصعوبات ومعاودة السير للأمام بل والعمل على افقاد الخصم القطع الرئيسية لديه لتحقيق الفوز.

أوجه الشبه بين الشطرنج والحياة الواقعية

يعرف جيداً لاعبي الشطرنج أنها لعبة تشبه الحياة الواقعية بشكل مصغر وبكل تفاصيلها بكل ما تحمله الكلمة. نعم بالفعل؛ واذا كنت لا تعرف أوجه التشابه بين هذه اللعبة المثيرة مع الحياة الواقعية، دعنا نخبرك أهم أوجه الشبه بينهم هنا:

معرفة دورك جيداً:

تتشابه لعبة الشطرنج مع الحياة الواقعية في ان الشخص عليه ان يعرف جيداً ما هو دوره وما هي الالتزامات المطلوبة منه وكيف يدير ادواته خلال اللعبة (الحياة الواقعية) لتحقيق الأهداف بما يعني تعزيز فرص الفوز والنجاح الذي تحقق بفضل التفكير الاستراتيجي وتنمية المهارات الذهنية والعملية.

وضع استراتيجية وتطويرها بحسب الظروف:

تتشابه لعبة الشطرنج مع الحياة الواقعية في ضرورة ان يكون للفرد استراتيجية او خطة تسير وفقها في السير نحو هدفك. أثناء اللعبة تحتاج إلى تطوير استراتيجيتك بسرعة وذكاء وفق تحرك الخصم لحماية القطع الخاصة بك من الخسارة، وتعطيل خطة الخصم للانتصار عليك، وهذا يتطلب منك سرعة وذكاء في اتخاذ القرارات السليمة وفق الظروف الحالية.

اذا كنت تجيد وضع استراتيجية ناجحة في لعبة الشطرنج فأنت عادة ستكون ناجح في حياتك الواقعية. سيكون لديك القدرة على وضع خطة لإدارة وقتك ومالك وجهدك لتحقيق أهدافك في الحياة وإيجاد حلول ذكية لتخطى المشاكل  مع مهارتك في اتخاذ القرارات الحاسمة في المواقف المفصلية في الحياة الواقعية.

إدراك قيمة الموارد:

في لعبة الشطرنج لديك مجموعة من القطع وكل قطعة لها وظيفة وقيمة فريدة تميزها عن غيرها. اللاعب الذكي يدرك جيداً هذا ولديه طريقة لتحقيق اكبر استفادة من كل قطعة مع تحريكها وفي نفس الوقت يبذل جهد للحفاظ عليها حتلا لا يجبره المنافس على اخراجها من اللعبة وبالتالي خسارة قيمتها.

في الحياة الواقعية لديك بعض الموارد كما هو الحال في قطع الشطرنج. من موارد الشخص في الحياة الواقعية الوقت، المال والجهد. يحتاج كل شخص لن يعرف قيمة كل مورد من موارده في إدارة حياته في الواقع بما يخدم أهدافه الشخصية، مثلاً يستغل كل دقيقة من وقته في إدارة أعماله وتسخير الجهد لحماية ماله من الخسارة ووقته من الضياع للوصول إلى مستقبل أفضل.

الشخص الذي لا يملك تفكير استراتيجي ليس ديه القدرة على وضع استراتيجية لإدارة حياته في الواق كما هو الحال للعب في الشطرنج، بما قد يكلفه ضياع وقته واهدار موارده وبالتالي الخسارة في اللعبة.

الحاجة للتعليم والتطوير الدائم:

الامر في الحياة الواقعية يشبه الشطرنج في كون ان الشخص يحتاج دائماً لتطوير خطته بشكل ذكي بحيث لا يكشف عن ما ينوي عمله لخصمه. في نفس الوقت يحتاج للتركيز على خطوات الخصم بحيث يمكنه التنبؤ بما سيقوم به ويكون لديه خطة جاهزة للرد او التعامل بما يصب في صالحه.

القدرة على المنافسة:

لعبة الشطرنج لعبة المنافسة فيها عامل أساسي. اذا كنت لاعب ذكي لديك تفكير استراتيجي والقدرة على توقع خطوات الخصم واتخاذ قرارات تحمي القطع الخاصة بك وتسمح لك بالتقدم، ستنجح في منافسة خصمك وتفوز عليه.

 ينطبق الامر بالأكثر في مجال الأعمال والاستثمار. على أرض الواقع يتسم مجال إدارة الأعمال والاستثمار بالمنافسة القوية وكل يوم هناك الجديد واذا لم تكن مستعد لتطوير استراتيجيتك وفق الجديد وفي نفس الوقت تكون مطلع جيداً ما تقوم به المؤسسات الاخرى وأصحاب الأعمال المنافسين لك في مجالك، سينعكس على أعمالك بالسلب، ومنافسك سيتفوق عليك وقد يؤدي ذلك لكساد سعلتك وبالتالي خسارة أموالك.

هذا يحدث اذا لم يكون الشخص ماهر في تطوير استراتيجيته ويتحلى بالصبر مع مراقبة خطوات الخصم بما يسمح له بتعديل خطته وبالتالي القدرة على اتخاذ قرارات سريعة وسليمة لمعاودة التقدم.

دور الألعاب في تنمية الفكر التحليلي لدى الشباب

تستطيع الألعاب بما في ذلك العاب الطاولة والشطرنج ان تلعب دور مهم في تنمية الفكر التحليلي للشباب وهم الفئة الأكثر اندفاع في الحياة الواقعية بسبب حماس الشباب لبناء المستقبل والحصول على فرصة جيدة في العمل. من المهارات التي يمكن للشباب اكتسابها من لعب الألعاب:

تحليل الوضع لنظرة مستقبلية: تلعب ألعاب الزهر والشطرنج دور أساسي في تنمية فكر الشباب للقدرة على تحليل الوضع بنظرة أكثر شمولاً مع مراقبة خطوات الخصم (ما يجري على ارض الواقع) بما يسمح لهم بوضع خطط مستقبلية طويلة الأجل تخدم مصالحهم.

اتخاذ القرارات وفق تحليل منطقي: تنمي ممارسة ألعاب الزهر والطاولة وغيرها مهارة الشباب في فهم ما يدور حولهم وسهولة التكهن بما قد يحدث في المستقبل، وبناءاً عليه يمكنهم اتخاذ قرارات سريعة وصائبة مدروسة على معطيات، وبالتالي القدرة على خلق حلول لأي مشاكل بجرأة.

المرونة والتأقلم: تنمي ألعاب الشطرنج والطاولة مهارة المرونة لدي الشباب. على سبيل المثال يمكنهم تحليل الوضع الحالي لهم ودراسة كل ما يستجد حولهم والتعامل معه بكل مرونة وتعديل خططهم وفق المستجدات والقدرة على التكيف معها. لن تسير الأمور كما توقعت طوال اللعبة، وهذا ما يعاني منه الشباب في الوقت الراهن مع عصر السرعة شديد التقلب والتغير. لعب الألعاب يجعل الشباب لديهم مرونة في مواجهة هذه التغيرات مع تحليل الموقع وكيفية التعامل معه مع اضافة تعديلات وفق ما يحدث

تعلم مهارة فهم الآخرين: في لعب الألعاب تحتاج لفهم الخصم من خلال كل خطوة يقوم بها وبالتالي يمكنك توقع الخطوة التالية واتخاذ خطوات استباقية لذلك. تنعكس هذه المهارات على فكر الشباب التحليلي، اذ يمكنهم فهم الآخرين بسهولة والتنبؤ بما قد يقومون به، وبالتالي سهولة اتخاذ القرارات بشكل مدروس بما يقلل المخاطر للحد الأدنى في وقت المخاطر العالية.

السعي الدائم للتحسين والتطوير: مهما كنت لاعب ماهر في لعب الألعاب ستجد من هو أكثر مهارة منك، ولهذا عليك دائماً تحسين مهارتك وتطوير أدواتك. هذا الامر ينعكس على الشباب من لاعبي الألعاب في تنمية فكرهم التحليلي لما يقوم به الآخرين والاستفادة منه للتفوق عليهم مع مواصلة التعلم والبحث عن ادوات حديثة لتطوير مهاراتهم واكتساب خبرة اعلى.

تعلم الصبر: تلعب الألعاب دور مهم في تعليم الشباب فضيلة الصبر. قد يتخذ قرار خاطئ بتحريك قطعة أثناء اللعب، او يقوم المنافس بتحريك قطعة تؤثر على تقدمك، هنا عليهم عدم الارتباك والتسرع. يجب ان يكون لديه الصبر والتفكير بروية وتحليل الموقف بذكاء من أجل معالجة ما قد حدث.

دراسة الاحتمالات: تعلم الألعاب الشباب وضع أكثر من احتمال لكل خطوة ومردودها، وبالتالي تحليل الموقف لوضع أكثر من حل لكل احتمال وارد حدوثه. هذا يخدم مصالح الشباب ويعزز تفكيرهم التحليلي في مواجهة أمور حياتهم على أرض الواقع.

الخلاصة؛

في الحقيقة هناك الكثير من الدروس التي يمكن للشباب تعلمها من لعب الألعاب وخاصة تلك التي تقوم على المهارة والتخطيط والذكاء مثل لعبة الشطرنج والزهر وغيرها من ألعاب الطاولة. لعل أهم هذه الدروس هو القدرة على تعلم مهارة التحليل والصبر والمثابرة ومحاولة فهم الآخرين.

من المؤكد ان المهارات التي يمكن للشباب تعلمها وتنميتها من لعب ألعاب الطاولة والشطرنج مثل أهمية وضع خطة وتجنب العشوائية في اتخاذ القرارات والمرونة ما قد يحدث وتعديل الخطط وفق ذلك ان تؤثر ايجابياً على حياتهم الواقعية. جرب ممارسة بعض الألعاب واكتشف بنفسك المهارات التي ستتعلمها وستنبهر بنفسك عندم تستفيد من هذه المهارات في حياتك العملية على أرض الواقع!