المغامرة والحكمة: لماذا يحب العرب المخاطرة؟

الصفحة الرئيسية » اخبار الكازينو » المغامرة والحكمة: لماذا يحب العرب المخاطرة؟

بمرور السنين ترسخت ثقافة المغامرة والشجاعة في الثقافة العربية منذ العصور الاولى. بالتأكيد ان هذه الثقافة وعشق المخاطرة الذي يعتبر من سمات الشعوب العربية كان لها الفضل الأول وراء تطور الحضارات من الصحراء وصولاً إلى ريادة الأعمال. مع هذا كان حب المغامرة والفوز بالمكافاة قائم على الحكمة في التصرف وانفاق المال والسيطرة على المشاعر  بما في ذلك تجربة أنشطة الترفيه والألعاب التي تم نقلها من قبل الأشخاص محبي السفر والترحال.

تتعمق ثقافة المخاطرة في جدور الشعوب العربية بحثاً عن المكافاة التي توجد في نهاية الطريق والتي يمكن ان تتمثل في أرباح مالية، نفوذ وسلطة أو اكتساب شعبية أو حتى التفوق على الآخرين في ريادة الأعمال وتحقيق الأرباح. ظهر عشق المخاطرة بين العرب في الحضارات القديمة في عشق رياضة الفروسية والمبارزة وسباق الخيل وسباق الهجن وغيرها من الفنون التي تعتمد بالأساس على عنصر المنافسة والتحدي والخطر والمكافاة بالنهاية.

التجار العرب على خلفية الصحراء وناطحات السحاب

ماذا أستفاد العرب من المغامرة

خلال ترحال التجار العرب من دولة لأخرى للشراء والبيع والاستثمار كانت حب المغامرة حافز لهم في البحث عن كل ما هو جديد به منافسة وتحدي  وينتهي بتحقيق النتائج المطلوبة بداية من تأسيس الأعمال والتجارة وصولاً إلى الترفيه الملازم لهم في رحلاتهم.

حب المغامرة والمنافسة أيضاً كان الأساس في حدوث التغيير الهائل من الحيادة البدائية الصحراوية في البلدان العربية وخاصة دول الخليج التي كانت تعيش على مهنة رعي الأغنام إلى ريادة الأعمال مع إنشاء أكبر المشروعات والمصانع  وجذب المستثمرين ورؤوس الاموال الأجنبية للاستثمار القائم غالباً على البترول.

والألعاب أيضاً كان من الأنشطة التي جذبت انتباه التجار العرب للمغامرة بها بما تحمله من شغف ومتعة. لم تكن الألعاب معروفة وقت ذلك إلا في مصر حيث الحضارة الفرعونية القديمة حيث وجد نقوش في المعابد تدل على ان الألعاب كانت مشهورة وقتها، كما يقال ان الألعاب كانت معروفة في العراق. نجحت الألعاب سريعاً في الانتشار والتنقل بين الدول العربية، بل وتم واصبحت الألعاب متاحة في بعض المنتجعات السياحية في دول عربية مثل الإمارات للترفيه.

المخاطرة في التاريخ العربي — من الصحراء إلى ريادة الأعمال

تظهر المخاطرة في التاريخ العربي بوضوح بل هي عامل أساسي وشريك حقيقي في كل ما حدث من تغيير حدث تدريجياً ليحول دول كانت صحراوية تعيش على مهن بداية مثل رعي الاغنام إلى دول بدأت التقدم وبينها من ينافس دول متقدمة كبرى على ريادة الأعمال بعد ان نجحت في اقامة المشروعات وجذب المستثمرين لإقامة كيانات استثمارية مهولة معظمها قائم على مشروعات النفط

في ظل نمو المشروعات الاستثمارية العملاقة في الدول العربية والتي ساهمت بشكل كبير في تطور هذه البلاد وشعوبها بداية من التعليم، العمران مع تخطيط البلدان والمدن، ظهور مهن وأعمال جديدة كلياً، ومازال حب المغامرة دافع لتجربة كل ما هو جديد.

 في ظل هذا كان البعض يبحث عن المغامرة بشكل مختلف عبر الترفيه، وهنا كانت الألعاب حاضرة، اذ وجد فيها العرب كثير من المخاطرة للفوز بالمكافاة في النهاية وخاصة في ألعاب الطاولة والبطاقات التي تقوم على المنافسة وفيها كثير من التحدي.

من نفس منطلق حب المغامرة قام العرب بتداول الألعاب بينهم، وفي بعض الدول المتقدمة التي أقامت مشروعات مدن ترفيهية عالمية تضم أقسام تقدم بعض الألعاب بهدف الترفيه ولتنشيط السياحة.

خلاف هذا يسافر العرب للاستثمار والسياحة في مختلف دول العالم، فقد أصبح العرب معظمهم أثرياء بعد اكتشاف البترول والمشروعات المهولة القائمة عليه، وخلال سفرهم في الدول الأوروبية والعربية مثل مصر يجدون في الألعاب طريقة لإرضاء شهيتهم في المغامرة والتحدي، فيرتادون النوادي ويتنافسون في اللعب بحثاً عن متعة المغامرة والفوز بالمكافأة والتي تتمثل لديهم في التغلب على المنافس قبل الأرباح.

لماذا يحب العرب المغامرة؟

بيئة النشأة وأسلوب الحياة ومفاهيم التربية جميعها كان له تأثير كبير على حب العرب المخاطرة، ويختلف مدى حب المخاطرة من شخص لآخر لعدة أسباب ودوافع،  من هذه العوامل:

  1. الشعور بالسعادة: عندما يشعر البعض بالمخاطرة يرتفع هرمون السعادة (الادرينالين) في الدم وبالتالي يصل للدماغ، وهذا يجعلك اكثر متعة واستمتاع بالحياة، وبالتالي يدفعهم هذا الشعور لتكرار هذه التجارب المحفوفة بالمخاطر والمغامرة. هذا بالضبط ما يحدث عند النجاح في عمل جديد او خوض مجال جديد أو حتى لعب ألعاب الطاولة والورق برهانات مرتفعة، يعزز الرغبة في الفوز بالمكافاة أو العكس عبر الخوف من الخسارة والمخاطرة بالمال شعور السعادة لديهم.
  2. الاستعراض: الكثيرين من العرب وخاصة فئة المراهقين والشباب يحبون المخاطرة من أجل الاستعراض وحب اثبات الذات ولفت الانتباه. على سبيل المثال بدأ عمل به مخاطرة عالية، المشاركة في سباق أو تحدي، لعب لعبة مرتفعة الرهان وخاصة اذا كان يعرف كيف يفوز فيها، وقتها يؤكد للآخرين قوته ومدى تفرده بما يعزز شعور الثقة بالنفس والتفرد.
  3. مجاراة الآخرين واثبات التفوق: قد يندفع البعض للمخاطرة بأموالهم وقد تصل المخاطرة بأرواحهم من اجل مجاراة بعض الاصدقاء مثال على ذلك المشاركة في سباقات الدراجات النارية وسباقات الفورمولا وغيرها، فيما يخاطر البعض في الاستثمار وريادة الأعمال، إلا ان الألعاب تظل أسلوب اثبات المهارة والتفوق في حب المخاطرة لدى الكثيرين.
  4. التمرد والبحث عن كل ما هو جديد: هناك فئة من الأشخاص يبحثون دائماً عن المغامرة في تجربة ما هو جديد، فهم اشخاص يصيبهم الملل والتمرد على الأمور المعتادة والروتين. قد تجد بين هذه الفئة الكثيرين من أصحاب الأعمال والأثرياء الذين يغامرون في مجالات عمل قد تثير شغفهم بالرغم أنهم لا يعرفون عنها شيئاً، ولكن التجربة والمخاطرة تجذبهم لتحقيق مزيد من المنافع عند النجاح مثل أرباح ضخمة او مركز مرموق. البعض يجد في الألعاب طريقة مميزة بها كثير من المغامرة لأخذ قسط من الاسترخاء بعيداً عن العمل.

متى تكون المخاطرة حكمة ومتى تكون تهورًا؟

المخاطرة لها وجهان تظهر فيهما، قد تظهر في شكل حكمة يغلفها الجرأة وقد تظهر في شكل تهور، وفي الحقيقة يعتمد الامر على طريقة تفكير وتصرف الشخص.

القدرة على التحكم في حجم المخاطرة

يمكن ان تكون المخاطرة طريق يسلكه الشخص لتحقيق الكثير من المال اذا عرف كيف يسيطر على هذه المخاطرة بطريقة حكيمة. مثال على ذلك هواة لعب ألعاب الطاولة والورق، اذا كان اللاعب يتمتع بحس المخاطرة ولكنه يعرف كيف يدير هذه المخاطرة بحكمة فمثلاً قبل أن يبدأ في عمله يعمل على ثقل خبرته عبر اللعب بالمجان حتى يجيد طريقة اللعب فيها وتطبيق الاستراتيجيات التي تضمن له التلاعب بخصومه بما يحقق له الفوز كسب الأرباح.

في حين التهور يكون في المخاطرة بالمال سواء في الاستثمار في مجال ليس لك خبرة به او يحتاج التخطيط والتفكير اكثر من القوة وأنت لا تتوفر لديك هذه الصفات، وقتها انت بالفعل متهور وترمي اموالك للضياع. نفس الامر عند المخاطرة بأموالك على ألعاب لا تعرف عنها شيئاً ومع هذا تلعب فقط من أجل المتعة التي لن تحصل عليها طالما انك غير قادر على الفوز بسبب الخسارة.

القدرة على إدارة المال بذكاء

أيضاً تظهر الحكمة في إدارة ميزانية العمل وكيفية الاستفادة من الموارد لتعزيز القيمة وفتح منافذ جديدة للربح. ينطبق هذا على المهارة في ترويض المخاطرة في طريقة انفاق المال على طاولة اللعبة، فمثلاً ضع رهان مناسب لميزانيتك ويحقق لك ارباح، فاذا حالفك الحظ وفوزت يمكنك ان تزيد الرهان لتستغل فرصة الحظ وتجني مزيد من الأرباح

على العكس اذا كنت تستثمر في مشروع ما وهذا المشروع ما زال يخسر حتى كاد رأس مالك ينفذ ومازالت تنفق المال بل انك لجأت للديون حتى لا تتخلى عن مشروعك. هذا تهور قد تشعر انه مغامرة، ولكنك غير مدرك للمغامرة وأنت تبحث عن المكافاة التي تأخرت كثيراً وفي الغالب لن تحصل عليها، فأنت تغامر في المكان الخطأ.

وضع نقاط للتوقف وعدم المبالغة في المخاطرة

اذا لم تضع حد للمخاطرة فأنت بالفعل متهور. قد يدفعك حب المغامرة لمواصلة العمل في نفس المجال الذي يخسر، او تستمر في لعب الألعاب وأنت خاسر ولديك اصرار لتواصل على أمل ان يأتي الحظ وتفوز لتعويض خسائرك. مواصلة اللعب هنا  تهور كبير يؤدي لمزيد من الخسائر واستنزاف مالك. شكل اخر للتهور في حب المخاطرة هو الاقدام على زيادة قيمة الرهان من أجل استعادة المال الذي تم خسارته في ظل مواصلة الحظ العاثر، بما يعني خسائر مضاعفة.

وضع نقاط للتوقف وعدم المبالغة في المخاطرة

اذا لم تضع حد للمخاطرة فأنت بالفعل متهور. قد يدفعك حب المغامرة لمواصلة العمل في نفس المجال الذي يخسر، او تستمر في لعب الألعاب وأنت خاسر ولديك اصرار لتواصل على أمل ان يأتي الحظ وتفوز لتعويض خسائرك. مواصلة اللعب هنا  تهور كبير يؤدي لمزيد من الخسائر واستنزاف مالك. شكل اخر للتهور في حب المخاطرة هو الاقدام على زيادة قيمة الرهان من أجل استعادة المال الذي تم خسارته في ظل مواصلة الحظ العاثر، بما يعني خسائر مضاعفة.

دروس من التجار العرب القدامى حول اتخاذ القرار

الحقيقة المؤكدة أنه هناك الكثير من الدروس المهمة التي يمكن تعلمها من التُجار العرب القدامى حول اتخاذ القرار، من هذه الدروس:

1. المغامرة الممزوجة بالحكمة مفيدة:

حب المغامرة وإدارتها بحكمة كانت منهج يسلكه التجار العرب في اتخاذ قراراتهم. فلولا هذه المخاطرة ما اكتشف التجار العرب الحضارات المجاورة والتي تعلموا منها التجارة وكيفية الاستثمار واتخذوا قرارات مهمة في تغيير مسار الحياة للحصول على حياة أفضل. وكانت الحكمة في اتخاذ القرار ان تكون المخاطرة بشكل مدروس قائم على التخطيط والأدوات المتاحة. حتى عند لعب الألعاب غامر في ألعاب جديدة ولكن بشكل مدروس وحكيم حتى تحصل على المكافأة بالفوز.

2. السعي للتحسين المستمر

ان تكون لديك طموحات قابلة للتحقيق والعمل على تحقيقها على أرض الواقع من خلال السعي المستمر للتحسين من المهارات واكتساب مهارات جديدة من الدروس المهمة التي يمكننا استخلاصها عند البحث في حياة التجار العرب القدامى في اتخاذ القرار.

اتخذ التجار العرب في القديم قرار حاسم لتحويل مسار الحياة والنمط الذي كانوا يعيشون عليه من الحياة الصحراوية للمدنية وحياة الثراء. كان هذا من خلال البحث عن مصادر جديدة لتحقيق المال والاستفادة من مواردهم بما انعكس على الواقع ومواكبة التطور العالمي في اوروبا. ينطبق هذا حتى في الترفيه ولعب الألعاب، فقد بحثوا عن أفضل الألعاب التي تتناسب مع طبيعتهم ونمط تفكيرهم وعملوا على تعلم الاستراتيجيات لتحسين أدائهم للفوز وتحقيق المزيد.

3. عدم الاندفاع وراء المشاعر:

عندما تخاطر بمالك فلا تدع مجال للعواطف ان تسيطر على قراراتك، هذا مبدأ كان يؤمن به التجار العرب القدامى عند اتخاذ القرار وهو ما كان له تأثير إيجابي كبير على حماية اموالهم من المخاطرة الغير محسوبة.

عدم الاندفاع وراء المشاعر درس مهم يمكنك تعلمه من القدماء في البلاد العربية ليس فقط في التجارة والاستثمار بل حتى في الترفيه. انت يمكنك ان تتعلم هذا عندما تبدأ في لعبة الألعاب، مثلاً تعلم ان تتوقف عن اللعب اذا توالت الخسائر لعدد من الجولات. أيضاً تعلم كيف تسيطر على مشاعرك ولا تزيد حد الرهان حتى توقف استنزاف أموالك.

4. الصبر والتعلم من التجارب الفاشلة:

بالتأكيد لم ينجح التجار العرب في  اتخاذ قرارات سليمة طوال الوقت وكان لهم نصيب من الفشل في بعض الأوقات، لكن الصبر والتعلم من القرارات الغير جيدة التي ادت لتجارب فاشلة كان عامل مهم في محاولة تعديل المسار واستعادة النجاح.

في الختام؛

كان ومازال حب المغامرة أسلوب حياة بين الشعوب العربية بشكل عام في البحث عن المكافاة المنتظرة في نهاية الطريق. المغامرة تعتبر بالأساس هي الوقود لحماس الشباب للتطور وتحسين المهارات واكتساب خبرات أفضل، لكن اذا كانت هذه المخاطرة ممزوجة بالحكمة، وفي نفس الوقت مستعد للفشل في بعض الخطوات، ولديك الصبر لتعديل قراراتك للأفضل هنا أنت على طريق صحيح وستنجح في تحقيق أهدافك.