الحظ والقدر: إلى أي مدى تتحكم في مصيرنا؟

الصفحة الرئيسية » اخبار الكازينو » الحظ والقدر: إلى أي مدى تتحكم في مصيرنا؟

الحظ هو الفاعل الحفي الذي يعتقد الكثيرون أنه وراء ما يحدث لهم على أرض الواقع. الحظ هو أيقونة تحقيق الامنيات والوصول للأهداف وإذا تخلى عنهم تعرضوا للمشاكل وتلقي الخيبات. قد يبدو الأمر غريب للبعض للوهلة الاولى ولكن الامر بالفعل يستحق البحث والاستقصاء، وخاصة ان هناك فئة كبيرة من الناس تعارض فكرة ان الحظ يتحكم في مصائرنا، بل ترى ان القدر الذي يصنعه الله مدعوم بعمل الانسان وسعيه في الحياة هو ما يصنع الحظ لنتحكم في ما قد يحدث لنا بحسب مشيئة الة.

في الثقافة الدينية للمجتمع العربي تنتشر فكرة القدر أكثر من الحظ بأن كل ما يحدث للإنسان في حياته يتم وفق مشيئة الله الذي يتحكم في مصائر الناس ويقدر لهم كل ما يحدث لهم في الحياة. في المقابل يعارض الكثيرين فكرة القدر ويرى ان الله لا يقدر للناس ما يحدث لهم من مكروه ومصائب بل هو الحظ .

نظراً لتضارب الآراء الكبير بين من يؤيد ان الحظ هو ما يتحكم في مصائر الناس، وفكرة ان القدر مدعوم بعمل الانسان هو ما يتحكم فيما يحدث لنا، نناقش هنا بعض الدلائل ونستعرض بعض الافكار التي قد تجلب لنا الحظ في حياتنا مدعومة ببعض قصص لأشخاص نجحوا في جلب الحظ لحياتهم بالاجتهاد والعمل الجاد. نؤكد لك أنك ستستفيد كثيراً من مقالنا في حياتك العملية فلا تذهب بعيداً!

موازين القدر

الحظ من منظور الثقافات العربية

الحظ من المنظور الثقافي والديني في المجتمعات العربية هو التواكل والاعتمادية. بمعنى ان الشخص لا يكلف نفسه بذل الجهد والاجتهاد فيما لديه من أعمال لتحقيق الأهداف والامنيات بما في ذلك من العمل والثروة وتحسين الظروف المعيشية من خلال تحسين المهارات والفرص، بل يستسلم لما يحدث له ويترك نفسه في مهب الريح في الوقت الذي تتطور فيه الحياة وظل متغيرات سريعة تطرأ على الحياة حولنا.

حتى ان الامر يصل لفكرة الترفيه والاعتماد على الحظ في لعب الألعاب والفوز بغض النظر عن كون ان هذه الألعاب مقابل المال ام لا. لكن هناك ألعاب الفوز فيها بالفعل يعتمد على الحظ بنسبة كبيرة، وهناك ألعاب تعتمد على الاجتهاد والتطوير من الذات واكتساب الخبرة لتحسين فرص الفوز، وهذا ما يجعل الفوز فيها امر ممتع أكثر عن العاب الحظ.

ووفق هذا فان فكرة ان الحظ هو العامل المؤثر في حياتنا فكرة مرفوضة دينياً. ففي الثقافة الإسلامية الحظ هو المعنى الحقيقي للقدر، وان الله هو من يقدر كل ما يحدث في العالم وللناس، وان الله لا يقدر للناس امر سيئاً بل يكتب لهم كل ما هو خير، وهذا معنى الحديث النبوي الشريف ( رب الخير لا يأتي إلا الخير). فإذا حدث أمر سيء فغالباً سيكون هذا بسبب تساهل الانسان واهماله في أداء ما لديه من مهام وعمل وجباته.

إلى أي مدى يتحكم الحظ والقدر في مصائرنا؟

دعنا نتفق ان الحظ أو دعنا نقول القدر بحسب تعبير الكثيرين عامل مؤثر في حياتنا، ولكن التأثير لحد معين وباقي ما يحدث في حياتنا ويؤثر بقوة في مصائر الناس هو العمل والاجتهاد ومواصلة بذل الجهد في تحسين المهارات واكتساب الخبرات التي تساعد في التغلب على ظروف الحياة وتحسين الذات للوصول إلى مكانة أفضل.

ما هو الحظ؟

الحظ (القدر) هو كل ما يحدث للشخص بمحض الصدفة وخارج عن نطاق سيطرته، على سبيل المثال نشأ في بيئة معينة أو أسرة بظروف معينة سواء غنية أو فقيرة. قد يكون الحظ عامل مؤثر في ان يقابل الشخص بعض الأفراد الجيدين في حياته الذين يدفعونه للطريق الصحيح في التعليم والعمل. قد يكون الحظ عامل مؤثر في كون الشخص يحصل على فرصة عمل جيدة، ولكن هذا لن يحدث اذا لم يكن لديه من المؤهلات ما يرشحه للوظيفة.

بمعنى آخر الحظ هو التقاء الفرصة الجيدة مع توافر الظروف والاستعداد. لكن ليس الحظ وحده قادر على ان يواصل الشخص الحفاظ على ماله او مكانته في المجتمع أو تحقيق أهداف جديدة وخلق كيان ثابت.

كل ما سبق لا يمكن للشخص الحفاظ عليه اذا لم يتعلم في الصغر للحصول على شهادة تسمح له بالحصول على فرصة عمل جيدة، وهو ما يسمح له بالحصول على مكانة جيدة ف المجتمع والحفاظ على ماله. حتى اذا حالفه الحظ وحصل على وظيفة جيدة اذا لم يبذل الجهد ويعزز خبراته لن يتمكن من الاحتفاظ عليها والتدرج للحصول على مكانة اعلى بمرور الوقت.

حتى في الألعاب مثل اليانصيب قد تكون شخص محظوظ وتفوز بجائزة مالية كبيرة، ولكن اذا ركزت كل وقتك وجهدك في استثمار هذا المال في مواصلة اللعبة، فهذا أمر غير جيد بالرغم من أنك قد تفوز في مرات، إلا ان بنسبة أكبر ستخسر ما فوزت به.

الحظ أيضاً عامل مؤثر في الفوز في بعض الألعاب غير اليانصيب، ولكن هناك عوامل أخرى مؤثرة اذا لم تستغل الفرصة. مثلاً اذا لم يختار الشخص الوقت المناسب للعب اللعبة سيخسر، فمثلاً اذا لعب الألعاب بنفس الاسلوب في كل مرة رغم الخسارة فلن يفوز ابداً. اذا لعب الألعاب في مكان غير مناسب قد يتعرض للاحتيال. اذا لعب الألعاب وعقله مشغول وتركيزه قليل مما يؤدي لاتخاذ قرارات عشوائية في اللعب وبالتالي الخسارة.

كيف نصنع الحظ في حياتنا؟

يمكننا ان نصنع حظ جيد في حياتنا لجعل مصائرنا أفضل بكثير وتتحسن باستمرار. يمكننا بذل بعض من العمل والمجهود لصناعة الحظ وتعديل مسار حياتنا بما يساعدنا على تجاوز الصعوبات وخلق فرص جديدة تناسب مؤهلاتنا وظروفنا. يمكننا صناعة الحظ  من خلال اتباع بعض الخطوات مثل:

  1. تنظيم حياتنا: قد يجلب لك القدر أو الحظ امر جيد، ولكن العشوائية قد تؤدي لخسارتك ما قد حصلت عليه. اترك العشوائية ونظم حياتك وخطط كيف تحقق أهدافك. هذا التخطيط والتنظيم يجعلك مستعد في أي وقت لاستقبال اي فرصة او ضربة حظ لإحداث تغيير ممتاز في حياتك.
  2. اكتسب الخبرة: حاول دائماً تعلم مزيد من المهرات في المجال الذي تفضله. هذا يسمح لك ان تستغل أي فرصة مهما كانت صغيرة لصناعة الفارق، هذا نهج العظماء والأثرياء.
  3. تعلم من تجاربك السابقة: مهما وقعت في تجارب فاشلة لا تعطل حياتك في انتظار ما يجلبه لك الحظ. بل انظر لما سبق وتعلم الدروس مما حدث سابقاً لتعرف موطن المشكلة وتكتشف الحل. هنا تصبح مستعد لاستقبال الحظ واستغلال الفرص.

نظرة الإسلام إلى الحظ والعمل

في الدين الإسلامي لا وجود لكلمة الحظ، بل هناك قدر يكتبه الله للبشر وهو ما يتحكم في مصائرهم ولا يوجد أمر متروك للصدفة والعشوائية التي تعتبر المسمى الحقيقي للحظ من المنظر الديني.  بل ما يحدث للبشر وفي العالم يتم وفق ميزان معلوم بحسب آية من سورة الرحمن( والسماء رفعها بميزان)، وفي آية اخرى في سورة القمر ( اذا كل شيء خلقناه بقدر).

بناء على هذا وآيات اخرى كثيرة وأحاديث نبوية فان لا وجود لشيء أسمه الحظ في الإسلام، بل هناك تدبير إلهي للناس والله لا يقدر إلا الخير. هنا من سيقول اذن ماذا تسمى الأمور السيئة الخارجة عن الإرادة التي تحدث للإنسان. هنا نقول ووفق المنظور الديني ان الامور السيئة لا تقع لأن الشخص غير محظوظ، بل لأن الشخص قد تكاسل في امر ما مما أدي لذلك.

 قد يعوّل البعض على الآية الكريمة (وما يُلقاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظٍّ عظيم) في ان هناك حظ فيما يحدث للناس، ولكن يفسر العلماء هذا الحديث ان ذو الحظ العظيم هو من يقدر له الله امر جيد وهو استعد لتلك الفرصة من خلال العمل وتهيئة الظروف.

قصص نجاح عربية بين القدر والاجتهاد

في العالم العربي مئات قصص النجاح التي لم يكن الحظ فيها العامل الوحيد بل كان الاجتهاد عامل أكثر اهمية وقوة. دعنا نتطرق بعض قصص النجاح هذه ربما تكون مصدر إلهام لمن يعتقد ان الحظ وحده كافي للنجاح:

1. رجل الاعمال السعودي سليمان الراجحي:

ولد الراجحي في اسرة فقيرة والحظ لم يخدمه في اي أمور او الحصول على اي ميزة. كان الراجحي محب للعمل وعُرف بالذكاء واستغلال اي فرصة للربح وادخار المال منذ كان عمره تسع سنوات. فقد بدأ العمل في سن مبكر على سبيل المثال عمل حارس، طباخ، كناس وحمال، وخلال هذا اكتسب خبرة واسعة في السوق والتعامل مع الناس.

أما الثراء والتميز بدأ منذ عمل مع شقيقه في مجال الصرافة ومنها أدخر المال للتوسع وبعد فترة أسس مصرف الراجحي الذي يعتبر من أكبر المصارب في السعودية والعديد من الأعمال الاخرى وأسس وقف خيري ليصبح من أكبر رجال الاعمال في الوطن العربي.

2. رجل الاعمال المصري أحمد العربي:

يعتبر أحمد العربي من ابرز قصص النجاح التي قامت على الاجتهاد مع استغلال اصغر فرصة للنجاح. بدأ العربي من الصفر ولم يكن لديه من المال أو الممتلكات إلا محل صغير لبيع الأدوات المدرسية ولعب اطفال يشاركه فيه أصدقائه. كان حظه عاثر عندما قررت وزارة التعليم توزيع الادوات المدرية على الطلاب بما عرض المحل للخسارة، وهنا اتخذ قرار حاسم في تغيير نشاطه لبيع الأجهزة الكهربائية.

توسعت تجارة العربي وكان له صديق ياباني ساعده في الحصول على توكيل من شركة توشيبا اليابانية لبيع أجهزتها في مصر، وهذه كان نقطة الانطلاق في عالم الثراء ليصبح أحد أشهر وأكبر رجال الاعمال في مصر.

كيف نفهم الحظ في حياتنا اليومية؟

لنفهم الحظ في حياتنا اليومية بشكل صحيح علينا ان ندرك ان الحظ هو تلقي فرصة جيدة مع القدرة على استغلالها بشكل جيد من خلال استعدانا لها. الحظ ليس قوة خارقة ولكن هو مجموعة من العوامل التي تجتمع معاً لتخلق فرصة جيدة. من هذه العوامل:

  1. تطوير المهارات والاستعداد من خلال العمل الجاد لخلق فرصة جيدة او حظ جيد.
  2. التفكير الإيجابي: تجنب الاحباط والتفكير بشكل ايجابي يسمح للشخص ان يركز على الفرص الجيدة واستغلالها لجلب الحظ لحياته.
  3. الاستماع للحدس: افهم مشاعرك جيداً لتتمكن من فهم الحظ وتوجيه الموقف في الطريق الصحيح لاستغلال الحظ بطريقة ذكية.
  4. الاستغلال الجيد للفرص: الحظ هو فرصة ثمينة تأتي لك في وقت لا تعلمه. لاستغلال هذا الحظ في حياتك اليومية عليك تكون مستعد ولديك الجرأة لخوض مجالات جديدة أكثر تنظيم.
  5. تجنب العشوائية: لا يجتمع الحظ مع العشوائية. العشوائية قد تؤدي لفقدانك اي فرصة جيدة يقدمها لك الحظ. لهذا عليك تنظيم حياتك وترتيب أفكارك لتتمكن من استغلال ضربة الحظ بشكل ذكي.

في النهاية؛

كل شخص محظوظ بدرجة ما وفي مجال ما، ولكن الذكاء والاستعداد لاستغلال هذا الحظ في تحقيق الأهداف يكمن الحظ الأكبر. بالتأكيد يقدر الله للجميع كل الخير ولكن الانسان يمكنه جلب الحظ لحياته من خلال تنمية مهاراته والتفكير الإيجابي وتجنب العشوائية في حياته.

ان تقوم بعملك وتجرب مجالات عديدة لتكتشف مهاراتك ليس في العمل فقط بل في الترفيه والعلاقات الاجتماعية يجلب لك الحظ الوفير. يرى الخبراء ان لعب الألعاب ينمي المهارات ويعزز الذكاء بما يجعلك قادر على جلب الحظ لحياتك. جرب ذلك من خلال العاب مميزة مثل اليانصيب والشطرنج والزهر، انها العاب تخلصك من الضغط النفسي والفكر السلبي لاستقبال الحظ في حياتك!